يتم التحضير للموجة التالية من سيارات كيا الكهربائية لإطلاقها بحلول نهاية العقد، من بينها طراز أساسي منخفض السعر، بالإضافة إلى بنية جيل جديد ستُشكّل الأساس لطرازات بديلة للـ EV6 وEV9.
تواصل كيا إطلاق سياراتها الكهربائية بوتيرة متسارعة، مع انضمام EV4 وEV5 هذا العام إلى الطرازات الحالية EV3 وEV6 وEV9، يليها EV2 في عام 2026. وتتركز جهود الشركة الآن على المرحلة التالية.
الطراز الجديد الأبرز هو سيارة كهربائية بأسعار معقولة تقع دون مستوى EV2 ويقل سعرها عن 25,000 يورو، ولكن الطرازات البديلة لـ EV6 وEV9 ستمثل نقلة نوعية للعلامة التجارية، حيث تتجه كيا نحو السيارات المعتمدة على البرمجيات (SDVs).
كما يجري تطوير تكنولوجيا جديدة للسيارات الكهربائية المزودة بمدى ممتد، إلى جانب استمرار تطوير الطرازات الهجينة وحتى التي تعمل بمحركات احتراق داخلي، حيث تخطط كيا لمواصلة تقديم مجموعة كاملة من المركبات، تشمل للمرة الأولى الشاحنات الصغيرة (فانات) والبيك أب.
أكد رئيس كيا ومديرها التنفيذي “هو سونغ سونغ” التزامه بالطرازات الأساسية والمحافظة على أسعار السيارات في متناول الجميع، مشيراً إلى أن كيا تعمل حالياً على تطوير سيارة صغيرة جديدة.
وقال “سونغ” إن كيا ليست في عجلة من أمرها لاستبدال سيارة بيكانتو الحالية، التي لا تزال تحقق مبيعات جيدة في أوروبا، كما أن قوة مجموعة كيا الكهربائية تعني أن الشركة لا تواجه أي ضغوط فورية من قوانين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي أدت إلى نهاية سيارات المدينة الأخرى في السوق خلال السنوات الماضية.
وستظل بيكانتو، التي حصلت على تحديثات كبيرة في عام 2023، متوفرة في السوق إلى أن تتمكن كيا من تقديم سيارة مدينة كهربائية بأسعار تبدأ من أقل من 25,000 يورو. وترى العلامة التجارية أن من المهم الاحتفاظ بمثل هذا الطراز الميسور التكلفة ضمن مجموعتها.
وصف “سونغ” المشروع المقترح للسيارة الكهربائية الأساسية بأنه “واجب منزلي” لكيا في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن الطراز الذي يقل سعره عن 25,000 يورو هو “مجال نقوم بدراسته وتطويره”.
وبالنظر إلى تصريحات “سونغ”، يبدو من الحتمي أنه عندما تنتهي دورة حياة بيكانتو – المتوقع أن تكون قبل نهاية العقد – سيتم استبدالها بطراز كهربائي أساسي بدلاً من طراز بمحرك احتراق داخلي. ومع ذلك، هناك سيناريو قد يتم فيه بيع الطرازين جنباً إلى جنب، وذلك حسب تطورات قوانين ثاني أكسيد الكربون. وقد اعتمد مصنعو سيارات آخرون هذا النهج بالفعل.
قال مدير تصميم كيا “كريم حبيب” إن الشركة تستلهم من العلامة اليابانية “موجي” عند تصميم سياراتها الصغيرة. موجي، التي تعمل في الملابس والأدوات المنزلية، تركز على البساطة والوظائف العملية، وتقوم كيا باستكشاف كيفية “تبسيط الأمور إلى جوهرها مع الحفاظ على جاذبيتها”.
وأضاف حبيب أن هذا العمل يشمل أيضاً التخصيص “وكيفية تصميم شيء بسيط للغاية يمكن تخصيصه أو تفصيله لأنواع مختلفة من العملاء”، مشيراً إلى أن “هذا هو الجانب المثير للاهتمام في فئة السعر المنخفض”.
تستعد كيا لتبني مفهوم السيارات المعتمدة على البرمجيات وإطلاق بنية جديدة لطرازاتها الأكبر باستخدام هذه التكنولوجيا. حيث تتحول السيارات من امتلاك أنظمة فرعية متعددة إلى وجود أنظمة أساسية قليلة ومتكاملة مركزياً.
يسمح هذا النهج بمزيد من الاستقرار والموثوقية للسيارة، كما أنه أسهل من حيث التحديث والإدارة عبر عدة مركبات تشترك جميعها في “العقل” نفسه. وقال سونغ إن هذا سيمكن كيا من فصل تطوير الأجهزة والبرمجيات، مما يؤدي إلى تقليص أوقات التطوير.
وأضاف أن العمل على تطوير بنية SDV الجديدة مستمر منذ نحو ثلاث سنوات، ومن الممكن عرض مفهوم لمشروع تجريبي العام المقبل، في إشارة إلى “سيارة SDV التجريبية” التي أكدت كيا العمل عليها في وقت سابق من هذا العام، والتي تمثل نموذج اختبار للمشروع.
يتماشى هذا الجدول الزمني مع خطة كيا لإطلاق بديل للـ EV6 باستخدام البنية الجديدة بقدرة 800 فولت. كما يُتوقع طرح الجيل الثاني من EV9 قبل نهاية العقد.
من الفوائد الأخرى التي ستحصل عليها سيارات كيا المستقبلية من SDVs وجود واجهات استخدام مخصصة داخل المركبات للمستخدمين و”تحديثات متكررة للبرمجيات تمنح السيارة إحساساً بالتجدد”، وفقاً لسونغ، الذي أشار إلى أن ذلك قد يُسهم أيضاً في خفض تكلفة السيارات لأن “دورة التطوير لدينا أصبحت أقصر وبالتالي التكلفة أقل بكثير”.
وأضاف: “لأننا نفصل بين الأجهزة والبرمجيات، يمكننا أن نكون أكثر مرونة في صنع أنواع مختلفة من المركبات باستخدام المنصة نفسها”.
كما ستُدخل كيا الدروس المستفادة من مجموعة الشاحنات “PBV” الجديدة في تطوير سياراتها المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بتكامل البرمجيات والأجهزة. حيث سيتم إطلاق الشاحنة الأولى PV5، تليها شاحنة PV7 الأكبر في عام 2027، ثم PV9 في عام 2029.
وقال “سونغ” إن كيا ستواصل الاستثمار في جميع تقنيات مجموعة نقل الحركة ذات الصلة لأنها شركة سيارات عالمية تستجيب لمتطلبات الأسواق المختلفة.
يؤمن “سونغ” بشدة بالتحول إلى السيارات الكهربائية، ويعتقد أن كيا يمكن أن “تعزز حجم المبيعات في أوروبا من خلال مجموعة سيارات كهربائية كاملة” تتمتع بـ”قوة شاملة” نظراً إلى “الاتجاه القوي” نحو السيارات الكهربائية في السوق، ولكن الشركة تظل مرنة في نهجها.
وقال: “الوجهة النهائية في أوروبا هي السيارات الكهربائية، ولهذا السبب أريد أن أكون لاعباً قوياً جداً في هذا السوق”، مضيفاً: “لكن إذا نظرنا إلى الطلب العالمي، ينبغي أن نحتفظ بخيارات أخرى مثل الهجينة، والهجينة القابلة للشحن، والسيارات الكهربائية بمدى ممتد”.
وأشار إلى أن تقنية المدى الممتد تثير الاهتمام بشكل خاص للمركبات الأكبر والأثقل، والتي لا تتناسب بشكل جيد مع التقنية الكهربائية بالكامل. ومن المتوقع إطلاق أول طراز REx من كيا قبل نهاية العقد، كجزء من تطور خط الطرازات الهجينة للمركبات الأكبر.
ستظل محركات الاحتراق ضرورية للأسواق الناشئة مثل شمال إفريقيا، حيث “لا يتوفر لديهم البنية التحتية” للكهرباء. ومن هذا المنطلق، لا يضع “سونغ” تاريخاً نهائياً لتطوير محركات الاحتراق الداخلي من قبل كيا.
وتخطط كيا بالفعل لتطوير جديد لتصميم طرازاتها، وأكد “سونغ” إدراكه لأهمية البقاء في الطليعة والحفاظ على الابتكار في هذا المجال.
وأضاف: “التصميم هو أحد أكثر العوامل أهمية لعملائنا عند شراء سياراتنا، ولكن فلسفة التصميم الحالية موجودة في السوق منذ خمس سنوات. ونحن نفكر باستمرار في كيفية تجديدها”.
وتابع: “إذا كررنا نفس التصميم مرة تلو الأخرى، فقد يشعر العملاء بالملل، لذلك علينا التفكير في كيفية تجديد المركبات. وسنواصل دراسة ما يمكن تحسينه وتجديده من أجل عملائنا”.
أكد حبيب أن كيا ستواصل عرض سياراتها النموذجية، مضيفاً أن الشركة من المرجح أن تكشف عن واحدة في وقت لاحق من هذا العام، على الرغم من أنه لم يؤكد أية تفاصيل.
كما سيتم إطلاق مساعد ذكي مدعوم بالذكاء الاصطناعي في جميع سيارات كيا الجديدة، بهدف التحكم بشكل أفضل في وظائف السيارة وتقديم “المزيد من الابتكار” لسيارات كيا المستقبلية، حسبما قال “سونغ”.
وأضاف: “العملاء يتوقعون المزيد من الابتكار في مركباتنا. إنهم يختبرون وظائف جديدة كلياً من خلال الهواتف الذكية، ويريدون الشيء نفسه في سياراتنا”. وقال “سونغ” إن على كيا أن تكون “أكثر ابتكاراً” في تقديم ميزات جديدة، وأنها تعمل مع عدد أكبر من الشركات الشريكة، بما في ذلك سامسونج، لتحقيق ذلك.
وستواصل كيا أيضاً الاستثمار في تطوير القيادة الذاتية الكاملة، والتي يؤمن “سونغ” بأنها “ستكون بالتأكيد لراحة العملاء في المستقبل”. وسيتم تضمين هذا النهج في بنية SDV التي يجري تطويرها حالياً.