على مدى أكثر من نصف قرن، كانت تويوتا سنشري رمز الفخامة المطلقة في عالم السيارات اليابانية. صُممت هذه السيارة أساساً لكبار المسؤولين ورجال الأعمال في اليابان، وظلت نسخة السيدان منها قائمة منذ ظهورها الأول عام 1967. لكن في عام 2023، قررت تويوتا إعادة تعريف هوية سنشري بإطلاق نسخة SUV، وها هي اليوم في معرض التنقل الياباني تقدم جيلاً جديداً يحمل طابعاً أكثر أناقة وفخامة: سنشري كوبيه.
هذه السيارة ليست “تويوتا” بالمعنى التقليدي، بل هي سنشري كعلامة مستقلة تقف في قمة هرم تويوتا. تهدف الشركة إلى رفع مستوى هذه العلامة لتصبح أعلى من “لكزس”، وتضعها في منافسة مباشرة مع “رولز رويس”. على غرار مفهوم العلامات الفاخرة الفرعية لدى الشركات الأوروبية مثل BMW، تسعى سنشري إلى تقديم تجربة تفصيلية حصرية تحت شعار “واحدة من نوعها”.
التصميم الخارجي يعكس هذا التوجه بوضوح، فهو يجمع بين الفخامة والغموض في آن واحد، إلى درجة أن السيارة لم تحصل بعد على اسم رسمي. ومن غير الواضح ما إذا كانت نسخة اختبارية أم شبه إنتاجية، لكنها تبدو قريبة من الجاهزية. تستعير السيارة مصابيحها الأمامية المزدوجة من نسخة SUV، إلا أن شكلها الكوبيه يمنحها طابعاً درامياً يوحي بأنها النسخة اليابانية من رولز رويس سبيكتر.
وعلى عكس سبيكتر الكهربائية بالكامل، يبدو أن سنشري كوبيه ما تزال تعتمد على محرك احتراق داخلي، إذ تظهر فتحات تهوية حقيقية على غطاء المحرك. تعتمد نسخة السيدان محرك V8 سعة 5.0 لتر طبيعي التنفس، بينما تأتي نسخة SUV بنظام هجين قابل للشحن مزود بمحرك V6. أما المحرك الأسطوري V12 الذي ميّز الجيل الثاني من سنشري (1997 – 2017) فلن يعود في هذا الإصدار.
في الداخل، تعتمد السيارة تصميمًا بأربعة مقاعد مع مقود على شكل “يوك” وشاشة وسطية مدمجة تشبه الهاتف الذكي. يقسم الحاجز الوسطي المقصورة إلى نصفين، في حين يسهل غياب الأعمدة الوسطى (B-pillars) الدخول إلى المقاعد الخلفية. ومن المثير للاهتمام أن الأبواب غير متماثلة؛ يوجد بابان منزلقان على جهة الراكب وباب واحد فقط على جهة السائق، في تصميم يذكّر بسيارة هيونداي فيلوستر الغريبة.
ورغم أن الخط الخلفي الانسيابي يمنح السيارة حضوراً فريداً، إلا أن غياب الزجاج الخلفي يثير الجدل. ومع ذلك، من المرجح أن تعتمد النسخة الإنتاجية تصميماً أكثر تقليدية مع أبواب ومرايا وأعمدة كاملة.
لم تكشف تويوتا بعد عن موعد الإطلاق الرسمي، لكنها أوضحت رسالة واضحة: سنشري أصبحت اليوم تمثل قمة الفخامة اليابانية، تجمع بين الإرث العريق والتقنيات الحديثة والحصرية اللامتناهية في تجربة واحدة فريدة من نوعها.













