تتطلع شركة هيونداي، أكبر شركة لصناعة السيارات في كوريا الجنوبية، إلى الاستفادة من حقبة ما بعد النفط في المملكة العربية السعودية من خلال إنشاء مصنع مخصص لتجميع السيارات الكهربائية في المنطقة.
بعد تقرير جديد من صحيفة وول ستريت جورنال يزعم أن شركة تيسلا والمملكة العربية السعودية تجريان محادثات مبكرة لبناء مصنع للسيارات الكهربائية (وهو ما نفاه إيلون ماسك فيما بعد)، يبدو أن المملكة العربية السعودية قد وجدت شريكاً آخر لصناعة السيارات .
من المقرر أن تقوم شركة هيونداي ببناء مصنع جديد لتجميع السيارات الكهربائية في المملكة العربية السعودية بينما تستعد البلاد لعصر ما بعد النفط. ووقعت شركة صناعة السيارات الكورية مذكرة تفاهم مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية لبناء منشأة لتجميع السيارات الكهربائية في وقت سابق من هذا العام.
وبموجب الاتفاقية، تخطط هيونداي لشحن السيارات الكهربائية شبه المنتجة وقطع الغيار إلى المملكة العربية السعودية لتجميعها باستخدام نظام (CKD).
وفقًا للمصادر من المتوقع أن يضع الطرفان اللمسات النهائية على الصفقة عندما يزور تشونغ إيويسوم، رئيس مجموعة هيونداي موتور، المملكة العربية السعودية الشهر المقبل.
وبمجرد التوصل إلى الصفقة، ستكون هيونداي أول شركة تصنيع سيارات كورية لديها مصنع تجميع في الشرق الأوسط. وتعد هيونداي بالفعل ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في المملكة العربية السعودية، بعد تويوتا، حيث تم بيع أكثر من 47000 سيارة في النصف الأول من عام 2023.
ويقول مسؤولو الصناعة إن مصنع السيارات الكهربائية في السعودية سيكون بمثابة نقطة دخول لشركة هيونداي إلى الشرق الأوسط في إطار سعيها للتنويع بعيدًا عن النفط.
وتقوم هيونداي والشركات التابعة لها بالفعل بإنشاء شبكة في البلاد. وقعت شركة Hyundai KEFICO Corp مؤخراً صفقة بقيمة 250 مليار وون (189 مليون دولار) مع شركة Ceer Motors لأنظمة EMS وأنظمة تحويل الطاقة.
وكان صندوق الاستثمارات العامة السعودي قد كشف عن إطلاق شركة Ceer، العلامة التجارية الخاصة به للسيارات الكهربائية، بالتعاون مع كل من Foxconn وBMW العام الماضي.
ويعد صندوق الاستثمارات العامة أيضاً أكبر مساهم في شركة صناعة السيارات الكهربائية الأمريكية، لوسيد موتورز، حيث يمتلك حوالي 61٪ من الأسهم العادية للشركة. واستثمر الصندوق حوالي 9 مليارات دولار في شركة لوسيد حتى الآن.
ولدى شركة Lucid خطط خاصة بها لبناء مصنع للسيارات الكهربائية في المملكة بقدرة سنوية تبلغ 150 ألف وحدة بحلول عام 2024. ووفقًا لمسؤولي الصناعة، من المحتمل أن تحصل شركة Lucid على البطاريات من شركة LG Energy Solution، وهي شركة كورية أخرى.
وكجزء من خطة “رؤية 2030” للمملكة، تعهد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بجذب السيارات الكهربائية المتقدمة مع زيادة الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي إلى 50% من حوالي 16% في الوقت الحالي.
وتهدف أكبر دولة منتجة للنفط في العالم إلى أن تصبح ثلث السيارات في عاصمتها الرياض كهربائية بحلول عام 2030.
ومع استمرار انتشار السيارات الكهربائية بوتيرة قياسية، تتطلع المملكة العربية السعودية إلى حماية مصالحها الاقتصادية بينما تستعد لإجراء تغيير جذري في الصناعة. وفي الوقت نفسه، ترى هيونداي أن التحول قادم وتتطلع إلى القفز بهذا الاتجاه عاجلاً وليس آجلاً.
