تمتلك لوسيد ارتباط قوي مع المملكة العربية السعودية من خلال صندوق الاستثمارات العامة (PIF) الذي يمتلك حصة مسيطرة بنسبة 64% في شركة صناعة السيارات. وفي الوقت الحالي، فإن لوسيد في طور إضافة توسعة لمصنعها AMP-2 في المملكة، ومن المتوقع أن تكون جاهزة العام المقبل. ستقوم هذه الإضافة الجديدة للمصنع بتزويد الأسواق خارج أمريكا الشمالية بسيارات لوسيد، بما في ذلك أوروبا وبعض الأسواق الآسيوية.
تقوم الشركة المصنعة بالفعل بتجميع سيارة Air للسوق المحلي والأسواق القريبة في السعودية، وقريبًا ستبدأ أيضًا في تصنيع سيارة Gravity SUV في السعودية. تبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع الحالي حدًا معينًا، لكنها ستزداد بشكل كبير بعد الانتهاء من التوسعة. وتقول لوسيد إن المصنع الموسع سيكون قادرًا على إنتاج 150,000 سيارة سنويًا، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات أسواق أبعد مثل أوروبا وآسيا (باستثناء الصين).
حاليًا، يقوم مصنع لوسيد في السعودية بتجميع مجموعات يتم إرسالها من الولايات المتحدة. ومع ذلك، بمجرد اكتمال الجزء الجديد من المصنع، سيتمكن من البدء في تصنيع أجزاء السيارات، لذلك لن يكون من الضروري شحن كل شيء من الطرف الآخر من العالم. كما تسعى الحكومة السعودية لجذب شركة تصنيع بطاريات من طرف ثالث إلى المنطقة لتزويد مصنع لوسيد بالبطاريات.
ستصبح لوسيد أول شركة مصنعة للسيارات محليًا في السعودية، وهي دولة تستورد جميع السيارات. ووفقًا لوكالة بلومبرغ، قد تقدم السعودية رسوم استيراد شبيهة بالرسوم الأمريكية لتشجيع السكان على شراء المنتجات المحلية. الرئيس التنفيذي المؤقت للشركة بعد استقالة بيتر رولينسون، مارك وينترهوف، يؤيد فرض رسوم الاستيراد لأنه يعتقد أنها ستساعد صناعة السيارات المحلية الناشئة.
وأضاف وينترهوف: “هذا لا يعني أن ذلك يجب أن يستمر إلى الأبد، ولكن من أجل إحداث هذا النوع من التغيير في السوق، يجب دعم اللاعبين المحليين في البداية.” هذا الخطاب يشبه إلى حد كبير خطاب الرئيس الأمريكي الحالي، الذي تؤثر رسومه الجمركية المتغيرة بالفعل على الاقتصاد العالمي.
من غير المرجح أن تفرض السعودية رسوم جمركية، نظرًا لاعتمادها الكبير على الواردات، لكن مجرد مناقشة هذا الأمر يوضح مدى وسرعة التغيرات العالمية. من كان يظن، قبل بضع سنوات فقط، أننا سنرى سيارات كهربائية أمريكية التصميم ومصنوعة في السعودية في أوروبا؟
بحلول عام 2027، ستكون لوسيد قد تأخرت قليلاً عن المنافسة في أوروبا، حيث تتواجد بالفعل شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية وتوسع نشاطها حيث تتواجد سيارات من Zeekr وBYD، وهي بالتأكيد تنافس السيارات التي يشتريها الأوروبيون عادة. إنهم يستفيدون بالفعل من تراجع شعبية تسلا لدى المشترين في القارة العجوز، ويقدمون منافسين مباشرين لسيارات Model Y وModel 3 الأكثر مبيعًا.
لوسيد، التي بدأت العام بشكل جيد، تصنع سيارات جذابة تتماشى مع القيم التي يبحث عنها المشترون الأوروبيون في السيارات الكهربائية الفاخرة، رغم أنها مكلفة للغاية. حتى طراز Air Pure الأساسي يكلف حوالي 85,000 يورو (93,000 دولار) في ألمانيا، وهو أكثر بكثير من سعره في الولايات المتحدة، حيث يمكنك الحصول عليه بحوالي 70,000 دولار.
تبيع الشركة بالفعل سياراتها في أوروبا من خلال عدد محدود جدًا من صالات العرض. ولم يُبع سوى بضع مئات من السيارات عبر 15 دولة تتواجد فيها الشركة حاليًا. من المتوقع أن يزداد الطلب بمجرد أن تطلق الشركة طرازاتها المتوسطة الأقل تكلفة، والتي من المرجح أن تخرج من كل من مصنعها الرئيسي في كازا غراندي بولاية أريزونا والمصنع الموسع حديثًا في السعودية.
