على الرغم من أنّ شعبية السيّارات الكهربائية تزداد بشكل تدريجي إلّا أنّ البنية التحتية اللازمة لشحن هذه السيّارات تشكل نقطة ضعف يذكرها بشكل دائم النقاد وأصحاب السيارات على حدٍ سواء وهي المشكلة التي تجعل عملية التحول العالمي لهذه السيّارات تستغرق وقتاً أطول. ذلك أن عدد محطات الشحن لا يزال قليلاً في معظم البلدان بالإضافة إلى أن الوقت الذي تستغرقه عملية الشحن يعتبر طويل جداً بالمقارنة مع الوقت اللازم للتزود بالوقود السائل في السيارات التقليدية حتى بوجود محطات الشحن السريعة التابعة للشركات المصنعة.
فعلى سبيل المثال فإنّ شواحن Tesla الفائقة تتطلّب الانتظار 40 دقيقة حتى يتمكّن السائق من الوصول إلى 80% وحتى أنّ الشواحن الأسرع مثل شاحن Hyundai Ioniq 5 2022 يمكنه الانتقال من 10 إلى 80% خلال 18 دقيقة تقريباً ولكن لا يزال يعتبر وقتاً طويلاً جداً.
الخبر الجيد أنه قد يتم حل هذه المشكلة في المستقبل القريب حيث تعمل وكالة Nasa على تطوير تقنيات يمكنها شحن السيّارات الكهربائية في أقل من 5 دقائق ولكن تعتبر درجات الحرارة المرتفعة والتعامل معها هي إحدى المصاعب التي تحول دون الوصول إلى شواحن سريعة للسيّارات الكهربائية.
وبحسب ناسا فإنّه لشحن السيارة الكهربائية في خمس دقائق، يجب أن تكون شدة التيارالكهربائي اللازم لعملية الشحن حوالي 1400 أمبير، في الوقت الذي تصل فيه شدة التيار في أجهزة الشحن المتوفّرة إلى 520 في الحدود القصوى.
المشكلة تكمن في أن زيادة شدة التيار تعني المزيد من الحرارة وهي المشكلة التي تعمل الشركات على إيجاد حل لها. فعلى سبيل المثال تعمل شركة Ford وجامعة Purdue على اكتشاف كابلات شحن تعتمد على التبريد السائل.
حيث يعمل فريق برعاية قسم العلوم البيولوجية والفيزيائية التابع لوكالة Nasa الأمريكية على تقنية أخرى لحل هذه المشكلة وقد تم تطوير هذه التقنية في البداية لاستخدامها في الفضاء حيث تواجه الوكالة درجات حرارة مرتفعة بشكل كبير ويتطلّب ذلك الوصول إلى تقنيات تسمح بنقل الحرارة بكفاءة عالية.
وقد تم تجربة هذه التقنية ضمن تجربة باسم التدفّق والتكثيف FBCE وهي عبارة عن تجربة ناجحة لتبديد درجات الحرارة ونقلها من مكان إلى آخر وفي حال تم تطبيق هذه التقنية الجديدة على الشواحن الكهربائية فإنّ ذلك سيوفّر تيّار كهربائي قد يصل إلى 2400 أمبير وهو أكثر من كافي لشحن السيّارة الكهربائية بالكامل خلال 5 دقائق فقط ولكن في الوقت الحالي لا نعلم تماماً متى يمكن أن يتم تطبيق هذه التقنية الجديدة بشكل تجاري وقد يتطلّب الأمر الانتظار بعض الوقت قبل رؤية النتائج بشكل فعلي.
