خضعت سيارة نيسان ليف، التي تمثل للكثيرين بداية عصر السيارات الكهربائية الموجهة للجماهير، لتحوّل هو الأهم في تاريخها حتى الآن. فبعد أن كانت سيارة هاتشباك ذات تصميم ودّي ومعروف، تظهر ليف الجديدة كليًا للعام 2026 بتصميم عصري حاد من فئة الكروس أوفر، في خطوة تراهن فيها نيسان على أن التجديد الكامل، مقرونًا بتحسينات كبيرة في الأداء والتقنية، سيجذب شريحة جديدة من المشترين الساعين للانتقال من السيارات العاملة بالوقود إلى الكهربائية.
تتبنى ليف الجديدة أسلوب “كروس أوفر كوبيه”، وهو تصميم شائع يجمع بين ارتفاع سيارات الدفع الرباعي وانسيابية سقف سيارات الكوبيه الرياضية. التصميم الجديد يبتعد تمامًا عن شكل الطرازات السابقة، ويتميز بمقدمة هجومية تضم مصابيح LED رفيعة تحيط بلوحة ناعمة بلون الهيكل، تخفي شبكًا نشطًا يفتح ويغلق لتحسين الديناميكا الهوائية.
يبلغ طول السيارة 4,405 ملم، ما يجعلها مدمجة أكثر من الطراز السابق. ومع ذلك، فإن التصميم الذكي جعل منها السيارة الأكثر انسيابية في تاريخ نيسان، مع معامل سحب منخفض يصل إلى 0.25. وتُسهم مقابض الأبواب المسطّحة في الأمام والمخفاة داخل أعمدة C الخلفية في نظافة التصميم، في حين أن الجزء الخلفي الرياضي مع الجناح المدمج والمصابيح المظللة يستلهم بعض ملامحه من سيارة نيسان Z الرياضية.
في الداخل، اتبعت نيسان التوجه العالمي نحو البساطة. لوحة القيادة تهيمن عليها شاشة رقمية كبيرة تضم شاشات مزدوجة بقياس 12.3 إنش، أو 14.3 إنش في الفئات الأعلى، لعرض معلومات القيادة والترفيه. كما تم استبدال ناقل الحركة التقليدي بمجموعة من الأزرار، مع اعتماد عجلة قيادة ذات تصميم ثنائي الأذرع، ما ساهم في توفير مساحة داخل المقصورة. وبينما نرحب باستخدام الأزرار المادية بدلاً من القوائم المخفية داخل الشاشة، إلا أن آلية اختيار الحركة تبدو وكأنها أُضيفت في اللحظة الأخيرة.
ولتوفير لمسة من الرفاهية التقنية، يمكن تجهيز السيارة بسقف بانورامي اختياري مزود بتقنية “e-Dimming” التي تسمح بتعتيم الزجاج بضغطة زر، ما يلغي الحاجة إلى حاجب شمس تقليدي. وتساهم منصة CMF-EV التي تُستخدم أيضًا في نيسان أريا الأكبر حجمًا في توفير أرضية مسطحة بالكامل، مما يعزز الشعور بالرحابة داخل المقصورة.
ستتوفر ليف الجديدة بمحرك كهربائي واحد يدفع العجلات الأمامية فقط، مع خيارين للبطارية والقوة. النسخة الأساسية تأتي ببطارية 52 كيلوواط ساعي ومحرك بقوة 174 حصان (130 كيلوواط) وعزم 345 نيوتن.متر. أما الفئة الأعلى فتأتي ببطارية أكبر بسعة 75 كيلوواط ساعي، وتوفر قدرة 214 حصان (160 كيلوواط) وعزم 355 نيوتن.متر. وقد ركزت نيسان أيضًا على تحسين الراحة، حيث تم تطوير محرك كهربائي جديد أكثر هدوءًا بنسبة 75% وأصغر حجمًا بنسبة 10%. كما زادت صلابة الهيكل بنسبة 66%، ويعد التعليق الخلفي متعدد الوصلات الجديد بتحكم أفضل وراحة أعلى.
وتقول نيسان إن البطارية الأكبر توفر مدى يصل إلى 488 كيلومتر، بينما يمكن شحن السيارة باستخدام شاحن سريع DC لإضافة 249 كيلومتر من المدى في غضون 14 دقيقة فقط، أو شحنها من 10 إلى 80% في حوالي 35 دقيقة. وستأتي النسخ الأمريكية بمنفذ NACS للوصول إلى شبكة شواحن تسلا، بينما ستستخدم النسخ الأوروبية معيار CCS، وتبقى النسخ اليابانية مع منفذ CHAdeMO.
منذ أن خرجت أول نسخة من نيسان ليف من خطوط الإنتاج في عام 2010، باعت الشركة ما يقارب 700,000 وحدة حول العالم. وتؤكد نيسان أنها اعتمدت على أكثر من عقد من آراء وتجارب المستخدمين في تطوير هذا الجيل الجديد. ويقول مسؤولو نيسان إن الهدف هو إنتاج سيارة كهربائية تنافس مباشرة سيارات البنزين من حيث الراحة والجاذبية.