بعد سنوات من الاضطرابات المالية، تسعى نيسان لاستعادة مكانتها في سوق السيارات العالمية. فقد أمضت الشركة اليابانية الأشهر الماضية في تنفيذ خطة إعادة هيكلة واسعة تتضمن خفض التكاليف وتحسين كفاءة الإنتاج. لكنها تدرك أن التوفير وحده لا يكفي، فالعودة إلى النجاح تحتاج إلى طرازات جديدة تعيد الحيوية إلى التشكيلة. وبعد إطلاق نُسخ محدثة من ليف وسينترا، تستعد نيسان لإحياء أحد أكثر أسمائها شهرة: إكستيرا.
لم يعد الأمر مجرد شائعة، فعودة إكستيرا أصبحت رسمية. ففي مقابلة مع صحيفة بلومبرغ، أكد كريستيان مونييه، رئيس نيسان للأمريكيتين، أن الـSUV القوية ستعود إلى الأسواق في عام 2028. وستُبنى السيارة في مصنع نيسان بمدينة كانتون بولاية ميسيسيبي، معتمدة على قاعدة الهيكل على الإطار ذاتها التي تُستخدم في شاحنة فرونتير. كما أوضح مونييه أن الجيل الجديد سيأتي بمحرك هجين من ست أسطوانات يجمع بين الأداء القوي والكفاءة، فيما تدرس الشركة إنتاج نسخة فاخرة تحت علامة إنفينيتي لتستهدف شريحة أكثر تميزًا من العملاء.
وأشار مونييه إلى أن الحماس لدى وكلاء نيسان كبير بالفعل، إذ يشكل اسم إكستيرا قيمة قوية في السوق الأمريكية. ويعتقد الموزعون أن عودة الطراز ستسد فجوة مهمة في مجموعة نيسان، حيث سيتوضع أسفل أرمادا ليخدم فئة سيارات الدفع الرباعي متوسطة الحجم — وهي فئة شديدة الربحية.
ورغم أن الأسعار لم تُعلن بعد، يُتوقع أن يأتي إكستيرا الجديد بسعر أعلى من فرونتير الذي يبدأ من 33,845 دولارًا، وأقل من أرمادا التي يبدأ سعرها من 61,030 دولارًا، مع تقديرات بأن يتراوح السعر المبدئي في حدود منتصف الأربعين ألف دولار بفضل نظام الدفع الهجين القياسي.
ظهرت أولى الإشارات إلى عودة إكستيرا في معرض نيويورك للسيارات 2024، عندما صرّح بونز بانديكوثيرا، نائب الرئيس الأول للتخطيط في نيسان للأمريكيتين، قائلاً: “نريد إعادة إكستيرا، ونعمل بجد على تحقيق ذلك.” وبعد بضعة أشهر، جرى تأكيد الخبر خلال مؤتمر للوكلاء في لاس فيغاس، حيث كشفت نيسان أيضًا عن طرازات جديدة من بينها Z نيسمو بناقل حركة يدوي، واحتمال تقديم Q50 سيدان بمحرك V6 مزدوج التوربو بقوة 400 حصان مع ناقل يدوي بست سرعات مأخوذ من Z.
ورغم هذه الأخبار المشجعة، تمر نيسان بمرحلة صعبة. إذ أعلنت الشركة عن إغلاق سبعة مصانع وتسريح 20,000 موظف، مع تقليص القدرة الإنتاجية السنوية من 3.5 ملايين إلى 2.5 مليون سيارة. كما شكّلت فريقًا متخصصًا للبحث عن مزيد من فرص خفض التكاليف. إنها بالفعل واحدة من أكثر الفترات تحديًا في تاريخ نيسان الحديث.
لكن رغم كل ذلك، يبقى الأمل قائمًا. إذ يؤمن نائب الرئيس التنفيذي إيفان إسبينوزا أن إعادة الهيكلة، إلى جانب المنتجات الجديدة، يمكن أن تعيد الشركة إلى مسارها الصحيح. ويُعد عودة إكستيرا خطوة قوية في هذا الاتجاه — وخبرًا طال انتظاره لعشاق العلامة. وربما، إذا سارت الأمور كما هو مخطط، قد نشهد قريبًا عودة الأسطورة المنتظرة GT-R.