منذ تأسيسها عام 1989، كانت لكزس الذراع الفاخرة لشركة تويوتا، والمنافس المباشر لعمالقة أوروبا مثل بي إم دبليو ومرسيدس-بنز وأودي. وقد نجحت الاستراتيجية بشكل مذهل، إذ سجلت العلامة مبيعات قياسية بلغت 851,214 سيارة عالميًا في عام 2024. لكن تويوتا اليوم تعيد رسم حدود الفخامة داخل مجموعتها، عبر فصل سينشري لتصبح علامة مستقلة تقع فوق لكزس في سلم الرفاهية.
الشائعات التي تناولتها وسائل الإعلام اليابانية تم تأكيدها رسميًا هذا الأسبوع، حين أعلن أكيو تويودا، رئيس مجلس إدارة تويوتا، أن فكرة إنشاء علامة “أعلى من لكزس” كانت اقتراحه الشخصي. وأضاف أن سينشري تستحق أن تكون في فئة خاصة بها تمامًا. وكشف أنه لم يكن مرتاحًا لرؤية طرازات سينشري السيدان والـ SUV معروضة ضمن جناح تويوتا في معرض اليابان للنقل 2024 — إشارة واضحة إلى أن هوية العلامة تجاوزت حدود الشركة الأم.
ورغم كونها أحدث علامات تويوتا الرسمية، فإن سينشري أقدم من لكزس بسنوات طويلة. فقد ظهرت للمرة الأولى عام 1967 كسيدان فاخرة مخصصة للصفوة اليابانية. ومنذ ذلك الحين، تجسّد عبر ثلاثة أجيال رمزًا للأناقة الراقية، وكان الجيل الثاني منها السيارة الوحيدة من تويوتا المزودة بمحرك V12. وباستثناءات محدودة، بقيت سينشري حكرًا على السوق الياباني حتى عام 2023، عندما تم تقديم نسخة SUV موجهة للأسواق العالمية، بدءًا من الصين.
وفقًا لـ سيمون همفريز، رئيس قسم العلامات التجارية في تويوتا، ستعمل سينشري الآن بشكل مستقل لتصبح “قمة القمة، فريدة في العالم”. وستركز على إنتاج سيارات نادرة ومصنوعة يدويًا بأسعار مرتفعة للغاية، على غرار ما تمثله رولز-رويس بالنسبة لبي إم دبليو أو بنتلي بالنسبة لفولكس فاجن. وستبدأ المرحلة الجديدة من مسيرة سينشري مع كوبيه فاخرة ستُعرض لأول مرة في معرض اليابان للنقل 2025 تحت شعار: “واحدة من نوعها. واحدة من هذا العالم، من هذه البلاد.”
هذه الكوبيه الجديدة تمثل بداية فصل جديد في تاريخ تويوتا، يركّز على الحرفية الفاخرة والندرة بدلاً من الحجم والإنتاج الضخم.
في حين تصعد سينشري إلى قمة الرفاهية، تستعد لكزس بدورها لتغيير جذري في توجهها. فقد كشفت الشركة عن نموذج اختباري كهربائي على شكل ميني فان بست عجلات وثلاثة صفوف مقاعد — تصميم جريء يعكس توجهًا جديدًا نحو فخامة غير تقليدية. وقال أكيو تويودا إن اسم LS لم يعد يعني “Luxury Sedan” (السيدان الفاخرة)، بل أصبح يشير إلى “Luxury Space”، أي “المساحة الفاخرة”، وهو تعبير عن فلسفة جديدة تدمج الفخامة بالراحة والابتكار.
وأكد تويودا أن هذا النموذج “تحدٍّ ضخم”، لكنه واثق من أنه سيدخل الإنتاج إذا استوفى معايير لكزس في الهدوء والراحة وقدرة السير على مختلف الطرق. وأضاف سيمون همفريز أن لكزس ستكون “أكثر حرية في التحرك مستقبلاً”، في إشارة إلى توجه العلامة نحو الابتكار بدلاً من التقليد.
ووصفت الشركة هذا الطراز بأنه “شكل جديد من الفخامة المستقبلية”، يجمع بين العملية والأناقة، ويجعل الركاب “يبدون أنيقين عند الدخول أو الخروج من السيارة.” أما السيدان التقليدية LS، التي شكلت الأساس عند ولادة لكزس في أواخر الثمانينيات، فستُوقف بعد إصدار نسخة Heritage لعام 2026.
وجاءت هذه التفاصيل خلال بث مباشر يسبق معرض اليابان للنقل 2025، حيث تستعد تويوتا لعرض عدة طرازات جديدة، من بينها نموذج كورولا الكهربائي الاختباري. أما السيارة الرياضية الفائقة المنتظرة، فسيتم الكشف عنها عبر الإنترنت في 5 ديسمبر، قبل ظهورها العلني في صالون طوكيو للسيارات في يناير 2026.
باختصار، تتبنى تويوتا إستراتيجية مزدوجة في عالم الفخامة: سينشري لتجسد القمة الحصرية للحرفية اليابانية، ولكزس لتستكشف أشكالاً جديدة من التنقل الفاخر العصري. إنها بداية فصل جديد يرسخ طموح تويوتا في إعادة تعريف الفخامة العالمية على طريقتها الخاصة.
