بعد مسيرة امتدت لما يقارب نصف قرن، أعلنت شركة تويوتا رسميًا أنها ستُنهي إنتاج طراز سوبرا في مارس 2026، لتطوي صفحة من أهم فصول السيارات الرياضية اليابانية في التاريخ الحديث. القرار كان متوقعًا إلى حد ما، لكنه يترك أثرًا واضحًا لدى عشاق الأداء العالي الذين تابعوا تطور هذا الاسم عبر خمسة أجيال مميزة.
سيتم إيقاف الإنتاج في مصنع ماغنا شتاير (Magna Steyr) في غراتس بالنمسا، وهو نفس المصنع الذي يجمع أيضًا طراز بي إم دبليو Z4، ما يعني نهاية الشراكة التقنية التي ربطت بين العلامتين في الجيل الحالي من سوبرا (A90).
أتاحت تويوتا فترة محدودة للراغبين في طلب نسختهم الخاصة من النسخة الختامية Supra Final Edition، والمتاحة حاليًا بترقيات هندسية دقيقة تودّع هذا الاسم العريق. وتُعد هذه النسخة آخر طراز يعتمد على المكونات الميكانيكية من BMW، مع تحسينات في نظام التعليق والتوجيه والدفـرنشال لتحقيق استجابة أدق وثبات أعلى على السرعات العالية.
في الأسواق اليابانية، حصلت النسخة النهائية على قوة إضافية بلغت 429 حصانًا من محركها المستقيم سداسي الأسطوانات سعة 3.0 لتر توربو، لتكون بذلك أقوى سوبرا قياسية في تاريخ تويوتا.
منذ عودتها إلى الحياة عام 2019 بعد توقف دام 17 عامًا، أثارت سوبرا الكثير من الجدل بسبب تعاون تويوتا مع بي إم دبليو، لكن الأداء المتوازن والتوجيه الدقيق جعلاها تعيد ترسيخ مكانتها كسيارة رياضية أصيلة بروح يابانية عصرية.
ورغم توقف إنتاج الجيل الحالي، أكدت تويوتا أن الاسم العريق لن يختفي، بل سيعود بروح جديدة في المرحلة القادمة.
مستقبل هجين بطابع رياضي خالص
وفقًا لتصريحات من داخل الشركة، تعمل تويوتا بالفعل على تطوير جيل جديد من سوبرا من المقرر طرحه في عام 2027، مزودًا بمحرك هجين يجمع بين تيربو سعة 2.0 لتر ومحرك كهربائي ليولد قوة تقارب 394 حصانًا.
وسيكون الجيل القادم من تصميم وهندسة تويوتا بالكامل، مع الحفاظ على التكوين الكلاسيكي للمحرك الأمامي ونظام الدفع الخلفي، ولكن بلمسة عصرية تعكس انتقال الشركة نحو الأداء المستدام والتقنيات الصديقة للبيئة.
للتذكير، وُلدت سوبرا لأول مرة عام 1978 باسم سيليكا سوبرا (Celica Supra)، وكانت آنذاك نسخة أطول وأكثر فخامة من سيليكا الكوبيه، تميزت بمحرك مستقيم من ست أسطوانات، وهو أمر نادر في السيارات اليابانية حينها.
أما الجيل الثالث (A70) الذي ظهر في عام 1986 فقد شهد الانفصال الكامل عن سيليكا واعتماد هوية مستقلة، بينما جاء الجيل الرابع (A80) في 1993 ليصنع المجد الحقيقي بفضل محرك 2JZ-GTE الأسطوري المزدوج التيربو، والذي جعل سوبرا رمزًا عالميًا في عالم الأداء والتعديل والسباقات.
مع نهاية إنتاج الجيل الحالي في ربيع 2026، ستنتهي حقبة من أساطير الأداء الياباني، لكن التاريخ أثبت أن تويوتا لا تُغلق الأبواب دون أن تفتح أخرى جديدة. والجيل القادم من سوبرا يبدو جاهزًا لكتابة فصل جديد من التفوق. هذه المرة بقوة هجينة تعكس روح المستقبل دون أن تفقد جوهرها الرياضي الأصيل.













