تخطط شركة “لوسيد موتورز” للتوسع في دولة أو دولتين جديدتين من دول مجلس التعاون الخليجي سنويًا خلال السنوات المقبلة، بحسب ما صرّح به نائب رئيس الشركة في منطقة الشرق الأوسط، فيصل سلطان، لقناة “العربية” في مقابلة جديدة.
وقال سلطان: “نحن متواجدون بالفعل في الإمارات — لدينا صالة عرض وموقع لخدمات ما بعد البيع”، مضيفًا أن الشركة “تتوسع بسرعة في الإمارات والسعودية”، واللتين وصفهما بأنهما “السوقان الأساسيان” للشركة في المنطقة. وأضاف: “في العام المقبل، سترون سوقين آخرين من دول مجلس التعاون تدخلان مع لوسيد”، دون أن يذكر الدول بالتحديد.
يضم مجلس التعاون الخليجي كلًا من السعودية، الإمارات، البحرين، الكويت، عمان، وقطر.
وتابع سلطان: “هاتان السوقان ستكونان هدفنا الأساسي في العام المقبل، وسنستمر على هذا النهج — بإضافة سوق أو سوقين كل عام”.
تأتي هذه التصريحات امتدادًا لتصريحات سابقة أدلى بها سلطان في يونيو، حيث قال إن الشركة “بالتأكيد” تتجه للتوسع أكثر في دول الخليج والمنطقة الأوسع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقال آنذاك: “نحن بالتأكيد ذاهبون إلى أسواق مجلس التعاون الأوسع، وأسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والعالم — بعض الأسواق المحددة التي سنصدر لها من السعودية”.
وتقوم “لوسيد” حاليًا بتوسيع منشأتها للتجميع في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في السعودية، والتي من المقرر أن تصبح مصنع إنتاج كامل (CBU) بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 150,000 مركبة. ومن هناك، ستقوم الشركة بتصدير سياراتها الكهربائية إلى منطقة الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون، وكذلك إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية — باستثناء الصين.
سجلت الشركة إيرادات قدرها 7.5 مليون دولار من السعودية، و314 ألف دولار فقط من الإمارات في الربع الأول من عام 2025. ومن المتوقع أن تُنشر أرقام الربع الثاني في 5 أغسطس. وخلال عام 2024 كاملًا، حققت “لوسيد” إيرادات قدرها 191.1 مليون دولار من المملكة. ولا تفصح الشركة عن أرقام المبيعات في أي من الأسواق التي تعمل بها حاليًا.
وكانت لوسيد قد قامت بتسليم أولى مركباتها في الإمارات في ديسمبر الماضي، لتصبح سادس سوق عالمي للشركة. حيث يبدأ سعر سيارة “لوسيد إير” السيدان في الإمارات من 309,750 درهمًا إماراتيًا (84,300 دولار)، ويشمل السعر رصيدًا لشحن السيارة وسنتين من الصيانة المجدولة المجانية.
الشركة، التي تملك السعودية ممثلةً بصندوق الاستثمارات العامة حصة الأغلبية فيها، أسست مقرها الإقليمي في الرياض أواخر العام الماضي.
وفي نفس المقابلة، قال سلطان إن معدل التحول من الاهتمام إلى الشراء لدى لوسيد أعلى بكثير مقارنة بشركات السيارات الأخرى، مشيرًا إلى أن أولوية الشركة لعام 2025 هي تعزيز الوعي بالعلامة التجارية وجذب المزيد من المستهلكين إلى منتجاتها. وأضاف أن هذا الهدف مدعوم بإطلاق سيارة SUV الجديدة “غرافيتي”، التي تستهدف شريحة أوسع من المستهلكين مقارنة بسيارة السيدان “إير”.
وأعلنت الشركة يوم الثلاثاء أنها وقّعت اتفاقًا طويل الأمد مع الممثل الهوليوودي تيموثي شالاميه ليكون أول سفير عالمي للعلامة التجارية في تاريخ الشركة.
تيموثي شالاميه، الذي نال عدة جوائز كبرى منذ انطلاقته في فيلم “Call Me by Your Name” عام 2017، سيكون وجه الحملة الإعلانية الخاصة بسيارة “غرافيتي” SUV لاحقًا هذا العام.
وفي نفس السياق، قال سلطان إن الشركة تعمل هذا العام على وضع المزيد من السيارات على الطرق، وتجارب قيادة، وتغطية إعلامية مكثفة — سواء من خلال الإعلام التقليدي أو الرقمي أو المؤثرين وسفراء العلامة.
وأكد سلطان في المقابلة أن “لوسيد” ستطلق منصتها متوسطة الحجم في أواخر عام 2026، مع خطط لتصنيعها “داخل المملكة” ليس فقط لأسواق الخليج، بل أيضًا للتصدير إلى مناطق خارج الشرق الأوسط.
وأوضح: “الحكومة السعودية تضع تركيزًا مذهلًا على التحول الأخضر في قطاع النقل”، مضيفًا: “ومبادرة السعودية الخضراء، كما ذكرت، تهدف إلى أن تكون 30٪ من مبيعات السيارات الجديدة عبارة عن سيارات كهربائية”.
وتابع: “لذلك، فإن وجود مصنع داخل البلاد لا يخدم السعودية فقط، بل يخدم بقية دول مجلس التعاون ويصدر خارج المجلس — هذا التوجه هو الأساس الذي سيقودنا للنجاح”.
وأشار سلطان، الذي تمت ترقيته مؤخرًا إلى رئيس لوسيد في الشرق الأوسط، إلى أن تسليمات سيارة “غرافيتي” SUV الثانية من الشركة “باتت وشيكة” في المملكة.
وكانت “لوسيد” قد بدأت في استقبال الطلبات في السعودية على “غرافيتي” في يناير الماضي، حيث يبدأ سعر نسخة “Grand Touring” من 487,715 ريالًا (130,000 دولار)، وسعر نسخة “Touring” من 416,645 ريالًا (111,100 دولار).
كما وقعت الشركة مؤخراً اتفاقًا طويل الأمد مع شركة “بيريللي” الإيطالية لتوريد إطارات لسياراتها في السعودية. وسيتم تصنيع هذه الإطارات محليًا من خلال مشروع مشترك بين “بيريللي” وصندوق الاستثمارات العامة — أكبر مساهم في “لوسيد”.