بعد وقت قصير من ظهور تقارير حول استكشاف هوندا ونيسان إمكانية الاندماج، ظهرت تفاصيل جديدة تشير إلى أن شركة فوكسكون التايوانية، المصنعة لأجهزة ايفون، تسعى للحصول على حصة في نيسان. ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، تقول مصادر “مطلعة على الأمر” إن عملاق التصنيع بالعقود كان “يبحث بنشاط في إمكانية الاستحواذ على نيسان”. وإذا تم التوصل إلى مثل هذه الصفقة، فسيكون ذلك بمثابة تحول كبير لفوكسكون في الوقت الذي تكثف فيه جهودها لدخول صناعة السيارات.
تُعرف فوكسكون بدورها كالشريك التصنيعي الأساسي لآبل، ويقال إنها مهتمة بأصول نيسان الأساسية، خاصة خبراتها في تصنيع وتصميم السيارات. بقيادة طموحاتها في مجال السيارات الكهربائية تحت إشراف المدير التنفيذي السابق في نيسان، جون سيكي، التزمت فوكسكون بالفعل باستثمار 250 مليون دولار في حديقة صناعية فيتنامية متخصصة في مكونات السيارات الكهربائية. وعلى الرغم من أن الشركة قد عرضت عددًا من النماذج الواعدة للسيارات الكهربائية، إلا أن أياً منها لم يصل إلى خطوط الإنتاج حتى الآن.
وذكرت وول ستريت جورنال أن فوكسكون تخطط لتصنيع السيارات بنفس الطريقة التي تبني بها أجهزة آيفون لصالح آبل، بحيث تعتمد الشركات على فوكسكون لتصميم وإنتاج السيارات. وعلى الرغم من أن فوكسكون لديها خبرة محدودة في تصنيع هيكل السيارة والشاسيه، فإن شراكة مع نيسان يمكن أن تسرع خططها لبدء تصنيع السيارات.
في الوقت الذي تُجري فيه هوندا ونيسان محادثات، هناك تكهنات بأنهما قد تُنشئان شركة قابضة جديدة لتسهيل مشاركة الموارد. وبينما لم تُعلق رينو بشكل مباشر على إمكانية الاندماج مع هوندا، قال متحدث باسم الشركة الفرنسية إن “رينو تدعم جهود نيسان لاستعادة أوضاعها المالية.” ووفقًا لصحيفة فاينانشال بوست، يمكن أن تساعد صفقة مع هوندا أيضًا في حماية رينو من المشاكل المالية المستمرة في نيسان.
ومن المثير للاهتمام، أن تقارير تشير إلى أن الاهتمام المتزايد من فوكسكون بنيسان قد لعب دورًا كعامل محفز، مما سرّع من محادثات الاندماج بين هوندا ونيسان. ويبدو أن هذا الاستعجال ينبع من مخاوف من أن عملاق التصنيع التايواني قد يتخذ خطوة للاستحواذ الكامل على شركة السيارات اليابانية المتعثرة، مما خلق ضغوطًا إضافية على هوندا ونيسان لتوطيد شراكتهما قبل فوات الأوان.
قد يؤدي اندماج بين نيسان وهوندا إلى ضم شركة ميتسوبيشي وتوحيد معظم صناعة السيارات اليابانية في شركتين رئيسيتين: “نيسان-هوندا” و”تويوتا”، بالإضافة إلى مختلف الشركات التي تمتلك تويوتا حصصًا فيها، مثل سوزوكي وسوبارو ومازدا.