تستعد بنتلي لتمديد عمر سياراتها المزودة بمحركات البنزين، في تراجع واضح عن استراتيجيتها السابقة التي كانت تقوم على التحول الكامل إلى السيارات الكهربائية. يأتي هذا التغيير بعد التحول المفاجئ في توجه بورشه، والتي أكدت الأسبوع الماضي التزامها مجددًا بمحركات الاحتراق الداخلي.
كانت بنتلي، بموجب خطة Beyond100، تهدف إلى التخلص من محركات البنزين بالكامل بحلول عام 2035. إلا أن تراجع علامات شقيقة ضمن مجموعة فولكسفاغن مثل بورشه وأودي عن جداولها الزمنية للتحول الكهربائي دفع العلامة البريطانية الفاخرة إلى إعادة النظر في استراتيجيتها.
فقد أعلنت بورشه يوم الجمعة أنها ستستثمر 3.1 مليار يورو في تمديد عمر طرازاتها المزودة بمحركات الاحتراق، بما في ذلك تطوير نسخ رائدة من الجيل الجديد من 718 بوكستر و718 كايمان، مع إلغاء خطة طرح الطراز الكهربائي الرائد K1. أما أودي، فقد تخلت العام الماضي بالفعل عن هدفها بأن تصبح علامة كهربائية بالكامل بحلول 2033، ما يعكس إعادة تقييم أشمل داخل مجموعة فولكسفاغن.
وأوضح فرانك-ستيفن فاليسر، الرئيس التنفيذي لبنتلي، في حديثه لمجلة Autocar، أن مشاركة المنصات وأنظمة الدفع والتقنيات بين العلامات تعني أن القرارات المتخذة في شتوتغارت وإنغولشتات تؤثر مباشرة على استراتيجية بنتلي في كرو. وأكد أن الشركة ما زالت تخطط لإطلاق طراز جديد يعمل إما بمحرك هجين قابل للشحن أو كهربائي بالكامل كل عام ابتداءً من 2026، بدءًا بسيارة SUV كهربائية مدمجة مخصصة للمدن. ومع ذلك، فإن استثمار بورشه وأودي الكبير في تكنولوجيا محركات الاحتراق لطرازاتها الأكثر مبيعًا يمنح بنتلي مجالًا أكبر للإبقاء على محركات البنزين حتى أبعد من المتوقع في العقد المقبل.
وبناءً على ذلك، ستظل النسخ المزودة بمحركات بنزين من بنتايغا وكونتيننتال GT وFlying Spur جزءًا من التشكيلة المستقبلية، إلى جانب الخيارات الهجينة والكهربائية. وكان من المفترض أن تُطرح هذه الطرازات فقط بخيارات كهربائية أو هجينة، لكن متغيرات السوق، خاصة في مناطق مثل الشرق الأوسط وأمريكا الشمالية، أعادت صياغة توجه الشركة.
وأكد فاليسر دعمه للقرار بالإشارة إلى انخفاض الطلب على السيارات الكهربائية الفاخرة، قائلًا: “الطلب من العملاء ليس قويًا بما يكفي لدعم استراتيجية كهربائية بالكامل. سوق الفخامة اليوم مختلف تمامًا عما كان عليه عند الإعلان عن خطة Beyond100. لا يزال هدفنا هو الكهرباء، لكن علينا أن نصطحب عملاءنا معنا في هذه الرحلة”.
ورغم هذا التغيير الاستراتيجي، فإن الاستثمارات في مقر بنتلي في كرو مستمرة. حيث يجري العمل على إنشاء خط إنتاج جديد للسيارات الكهربائية، وورشة طلاء، ومركز تصميم، ما يؤكد التزام الشركة طويل الأمد بالتحول الكهربائي.
وكانت بنتلي قد أجلت بالفعل هدفها للتحول إلى علامة كهربائية بالكامل من 2030 إلى 2035، مرجعة ذلك إلى تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية الفاخرة. ومن المتوقع أن يعزز توجه مجموعة فولكسفاغن الأخير لاستثمار مليارات اليوروهات في تطوير محركات الاحتراق هذا المسار الجديد.