نفت شركة جاكوار لاند روفر (JLR) رسمياً التقارير التي زعمت إقالة جيري ماكغفرن، كبير مسؤولي التصميم في الشركة والعقل الإبداعي وراء إعادة إطلاق علامة جاكوار الكهربائية المثيرة للجدل، وذلك بعد أيام من التكهنات المكثفة في أوساط صناعة السيارات العالمية.
وكانت هذه الشائعات قد انطلقت من تقارير نشرتها مجلة Autocar India، أفادت بأن ماكغفرن، البالغ من العمر 69 عاماً، قد تم إنهاء خدمته ومرافقته خارج مقر الشركة. وجاءت هذه الادعاءات بعد عشرة أيام فقط من تولي بي بي بالاجي، المدير المالي السابق لشركة تاتا موتورز، منصب الرئيس التنفيذي الجديد لشركة جاكوار لاند روفر، ما دفع العديد من المراقبين إلى اعتبار الخطوة المحتملة مؤشراً على تغييرات إدارية واسعة النطاق.
وبالنظر إلى المسيرة المهنية المؤثرة لماكغفرن التي امتدت لأكثر من عقدين داخل المجموعة، حيث أعاد صياغة هوية لاند روفر التصميمية من خلال طرازات بارزة مثل ديفندر الجديدة، ثم قاد التحول الاستراتيجي لتصميم علامة جاكوار، فقد قوبلت التقارير بدهشة واسعة. واعتبر كثير من المحللين أن خروجه المفترض قد يشكل تهديداً لمسار جاكوار نحو التحول إلى علامة فاخرة كهربائية بالكامل.
وساهم الصمت الأولي من جانب الشركة في تصعيد حدة التكهنات. كما أدلى عدد من الأكاديميين والخبراء بآرائهم، من بينهم البروفيسور ديفيد بيلي من كلية برمنغهام للأعمال، الذي وصف الرحيل المزعوم بأنه “ليس فقط نهاية لمسيرة إبداعية استثنائية امتدت لعقدين في JLR، بل أيضاً نقطة تحول مفصلية في تاريخ جاكوار”.
ويتولى ماكغفرن الإشراف على تصميم علامتي جاكوار ولاند روفر منذ عام 2020، بعد أن قاد قسم تصميم لاند روفر منذ عام 2006. وخلال هذه الفترة، أشرف على الكشف عن مفهوم Type 00 المثير للانقسام، وهو سيارة كهربائية فاخرة من فئة الجراند تورر تمثل لمحة عن أول طراز إنتاجي من الجيل الجديد لجاكوار، والمقرر إطلاقه العام المقبل. وقد شكّل هذا المفهوم قطيعة جذرية مع لغة التصميم التقليدية للعلامة، من خلال هيكل أحادي جريء، وغطاء محرك طويل، ومقصورة داخلية تركز على مواد فاخرة مثل حجر الترافرتين والنحاس، ما أثار إعجاب البعض وانتقادات حادة من آخرين.
ومن المتوقع أن تعتمد النسخة الإنتاجية من Type 00 على منصة جاكوار الكهربائية الجديدة (Jaguar Electric Architecture – JEA)، مع تقديرات تشير إلى مدى قيادة يصل إلى نحو 732 كلم، وقوة مستهدفة تبلغ حوالي 708 كيلوواط (956 حصاناً).
وفي 12 ديسمبر، أصدرت جاكوار لاند روفر بياناً رسمياً نفت فيه بشكل قاطع مزاعم الإقالة، جاء فيه: “من غير الصحيح أننا أنهينا خدمة جيري ماكغفرن، ولا نعتزم التعليق أكثر على القصص التكهنية”.
ورغم أن البيان نفى بشكل مباشر تقارير إنهاء الخدمة، فإنه تجنب تأكيد الدور الحالي لماكغفرن أو مدى مشاركته التشغيلية اليومية داخل الشركة، وهو ما فتح الباب أمام المزيد من التكهنات حول وضعه الفعلي داخل JLR.
ومع اقتراب جاكوار من إطلاق جيلها الجديد من السيارات الكهربائية، سلطت هذه القضية الضوء على أهمية الاستقرار الإداري في مرحلة تُعد من أكثر المراحل حساسية في تاريخ العلامة الحديث.
















