لا شك أن قيادة السيارة قد تنضوي على بعض الأخطار، فهي في النهاية طن أو أكثر من المعدن يسير بسرعة، ناهيك عن الأخطار المحتملة من سائقي السيارات الأخرى وظروف الطريق. لحسن الحظ، يبذل صانعو السيارات قصارى جهدهم لتقليل هذه المخاطر من خلال ابتكارهم مجموعة متنوعة من أجهزة وأنظمة السلامة للسيارات. وتقسم أنظمة السلامة هذه إلى فئتين أنظمة الأمان النشطة Active والمنفعلة Passive.
لكن السؤال ما هو الاختلاف الفعلي بين هذه الأنظمة وأيها الأكثر أهمية في السيارة وهو ما سنتعرف عليه في مقالنا التالي المخصص لميزات الأمان المنفعلة ليكون لأنظمة الأمان النشطة مقال منفرد.
ميزات الأمان النشطة Active مقابل المنفعلة Passive
قبل الدخول في التفاصيل الجوهرية لأجهزة سلامة المركبات التي تندرج في كل فئة ، من الأفضل شرح كيفية عمل ميزات الأمان والسلامة في السيارة.
أنظمة السلامة المنفعلة هي الأنظمة التي تتدخل في حالة وقوع حادث أو تصادم وقد لا نشعر بوجودها أصلاً في السيارة حتى يحين موعد عملها. ومع ذلك فإن لها أثراً كبيراً في التخفيف من الأضرار التي قد تلحق بالمركبة وركابها.
أما أنظمة السلامة النشطة فهي مختلفة من ناحية عملها وتوقيت تدخلها. ففي الوقت الذي تعمل به أنظمة الأمان المنفعلة على تقليل الأضرار، تعمل أنظمة الأمان النشطة على منعه أو تجنبه تماماً. فهي تعمل على مراقبة الوضع حول السيارة وتقوم بتحذير السائق من الخطر الوشيك لذا فهي مصممة لمنع الحوادث قدر الإمكان. في بعض الحالات يمكن لهذه الأنظمة التدخل تلقائياً لمنع الأخطار لكن قد يتطلب البعض منها تدخل السائق.
أبرز ميزات الأمان المنفعلة Passive Safety Features
تملتك السيارات الحديثة اليوم ميزات الأمان المنفعلة بشكل قياسي سواء كانت هذه السيارة من الفئة الاقتصادية أو حتى من الفئة الفخمة ومن المفيد أن نعلم أن عدد هذه الميزات كبير جداً مع تطور التقنيات التي نمتلكها اليوم لكن نذكر هنا أبرزها وأكثرها شهرة.
- أحزمة الأمان: تم إدخال أحزمة الأمان لأول مرة في السيارات في أواخر القرن التاسع عشر وقد تم تحسين النماذج الحديثة لهذه الأحزمة بشكل كبير عما كانت عليه في البداية كمجرد حزام لحضن السائق.
قدمت فولفو حزام الأمان المكون من ثلاث نقاط والمتعارف عليه اليوم لأول مرة في عام 1959، وأضافت مرسيدس-بنز تقنية الشد المسبق في عام 1981.
أما الآن فقد أصبحت أحزمة الأمان تناسب جسم الإنسان بشكل أفضل ويتم شدها على الفور تقريباً عند حدوث حركة مفاجئة للراكب. وتعد أحزمة الأمان أكثر أجهزة السلامة المنفعلة وضوحاً فهي تعمل على الحفاظ على سلامة السائق والركاب من خلال تثبيتهم إلى مقاعدهم وتحول دون خروجهم من النوافذ أو حول المقصورة عند الحوادث مما قد يتسبب في حدوث إصابات خطيرة أو حتى الوفاة.
- الوسائد الهوائية: وهي مخفية إلى حين الحاجة إليها وهي جزء حيوي آخر من أنظمة الأمان المنفعلة. تم ابتكار الوسائد الهوائية أول مرة في عام 1953 وتم تضمينها في المركبات التجارية ابتداءً من عام 1972.
يتم تنشيط هذه الوسائد القابلة للنفخ عند تعطل أجهزة استشعار الاصطدام في السيارة، حيث يولد جهاز الإشعال في الجهاز حرارة لتحلل أزيد الصوديوم sodium azide الأمر الذي ينتج كمية كبيرة من غاز النيتروجين الذي ينفخ الكيس على الفور تقريباً.
تعمل هذه الوسائد بشكل أساسي على حماية الرأس والجزء العلوي من الجسم من الاصطدام بعجلة القيادة أو لوحة القيادة. واليوم يمكن أن تتضمن السيارة عدداً كبيراً من الوسائد يصل حتى 10 أو أكثر تشمل وسائد هوائية للركبة الأمامية وأكياس هوائية جانبية لجميع المقاعد وأكياس هواء بشكل ستائر تمتد على طول المقصورة.
- مناطق التشوه ضمن الهيكل: ليست ميزة بقدر ما هي خدعة هندسية بسيطة وهي لا تقل أهمية عن التقنيات المذكورة أعلاه. من الطبيعي أن يكون المعدن صلباً جداً وعندما يمتص صدمة ما يمكن للقوة أن تموج من خلاله بعنف إلى حد ما. ولتقليل ذلك، تم تصميم مناطق التجعد هذه خصيصاً لتمتص هي قوة الصدمة وتبددها قبل أن تصل إلى المقصورة وتسبب ضرراً للركاب.
- الزجاج عالي القوة: لا يدرك معظم الناس أن زجاج السيارة يخدم غرضاً أمنياً أيضاً، حيث يضيف الزجاج الأمامي للسيارة ما يصل إلى 45٪ من السلامة الهيكلية للسيارة في حالة الاصطدامات المباشرة وما يصل إلى 60٪ في حالات الانقلاب.
كانت هذه أبرز ميزات الأمان المنفعلة Passive والتي ينحصر دورها في تخفيف الأضرار الناتجة عن الحوادث أو الاصطدامات وبعضها قد لا نلحظ وجوده وأهميته سوى في تلك الحالات.
أما أنظمة الأمان النشطة والتي تعمل طيلة الوقت عند استخدامنا للسيارة سنخصص لها مقالاً منفرداً. تابعونا